الطيور الغاضبة واحدة من أكثر ألعاب الفيديو المفضلة لدى الناس التي تقوم على مجموعة طيور غاضبة جدًا بعد أن سرقت خنازير خضراء شريرة بيوضها، وعلى ما جاء فإنّ هذه الطيور في مهمة متواصلة لإيقاع الهزيمة بالخنازير وإستعادة بيوضها عن طريق تحطيم وإطاحة الإنشاءات التي تحمي الخنازير وبالنهاية ستتمكن هذه الطيور من قتل الخنازير. نحن على يقينٍ بأنّ أغلبكم جرّب هذه اللعبة، وهي متاحة على جميع الأجهزة ما يُسهّل الأمر على أولئك المدمنين على هذه اللعبة.
لكننا اليوم لن نُسدي لكم بعض النصائح حول اللعبة، سنحاول عقد مقارنة بين أصدقائنا المُريّشين وبين العمل المستقل. لو فكرت مليًا، ستجد بعض الدروس القيمة التي يُمكننا تعلمها من اللعبة، ولعلك لم تلاحظها فحسب كونك تستمتع باللعب لا أكثر. سنعطيك إذًا بعض الأفكار من اللعبة والتي تُذكرنا ببعض النقاط الهامة عن العمل المستقل، فهل أنت متلهف لمعرفتها؟ تابع معنا ….
- 1. سدِد ضربتك عندما تكون واثقًا
عندما تلعب الطيور الغاضبة، فأنت لا تُسدد في أيّ وقتٍ تشاء، عليك أولاً ضبط الزاوية الصحيحة والتصويب حتّى تحصل على المسار المطلوب عند إطلاق طيورك. الأمر ذاته ينطبق على العمل الحر؛ فبينما أنت تعمل، لا تُسدد ضربتك دون تخطيطٍ مسبق، احرص أن تُخطط لكل شيءٍ ابتداءً من عملية التصميم وانتهاءً بعناصر التصميم التي ستستخدمها في المشروع. المنهج ذاته يُستخدم في استقطاب الزبائن، فالمُصمم لا يخرج على العلن ويصيح “أنا هنا، اخترني!”، لا تسير الأمور بهذه الطريقة. لا تُسدد ضربتك إلى زبونٍ ما، إلاّ إذا كانت حقيبتك التصميمية جاهزة وكنت جاهزًا بمعنى الكلمة للعمل على مشروع.
2. نشّن على البيضات الذهبية واظفر بثلاثة نجوم
بينما تكون هذه الطيور في حالة هرج ومرج لسحق الخنازير كي تستعيد بيوضها، أنت أيضًا تضع نصب عينيك هدف الظفر بثلاثة نجوم لكل مرحلةٍ تلعبها من مراحل اللعبة، وستبذل ما بوسعك وتستخدم جميع الوسائل المتاحة لحصد البيضات الذهبية التي تفتح ألعابًا أكثر إمتاعًا داخل اللعبة. أنت كمصمم مستقل عليك أن تنظر إلى أعلى الهرم دائمًا، ما يعني أنك ستحتاج إلى تطوير مهاراتك وتسعى دائمًا للأفضل. عندما يتعلق الموضوع بتصاميمك احرص أن تذرف كل حبة عرق لتظفر بثلاثة نجوم من زبونك، فإن أحسنت صنعًا في عملك ستُجازى بالبيوض الذهبية. البيوض الذهبية ليست المكافئة الوحيدة التي تحوزها من عملك، إنما تكسب أيضًا مقدار ما تعلمته مما صنعته ومدى رضى الزبائن عن عملك، فإن كانوا راضين سيعودون إليك وربما يُحيلون إليك زبائنًا آخرين، وأيضًا تحوزعلى تطوير مهاراتك وتطوير مسيرتك المهنية.
- 3. إختيار تخصص
وهب مصممو اللعبة كل طيرٍ مهارات تخصه تُمكّنه من تحطيم وإختراق الدفاعات والمتاريس المختلفة، فعلى سبيل المثال الطيور الزرقاء الصغيرة تستطيع تحطيم الزجاج والعبوات الناسفة، ذلك هو تخصصهم. كمصمم، أنت أيضًا تتمتع بمهارات وتلك المهارات مُقدّرة لتخصصات محددة بذاتها، لذلك تفقد أين تبرع واعمل على ذلك. إن كان لديك ميول إلى تصميم الشعارات فاشرع في ذلك. لكن لا بد وأن تكون متعدد المواهب حتى تحصل على مشاريع أكثر وزبائن أكثر، ومع ذلك ما زلنا ننصح أن تتخصص في مجالٍ واحد، فالتخصص يجعل منك خبيرًا فيما تصنع.
- 4. اِبرع في مهاراتك
ذكرنا آنفًا أنّ كل شخصية في لعبة الطيور الغاضبة تمتلك مهاراتها الخاصة، بل وأنها أيضًا تبرع في هذه المهارات ما يجعلهم جميعهم فعّالين. متى ما برعت في مهاراتك ستتحلى بثقة أكبر وستُمسي خبيرًا فيها، فلا طائل من إمتلاك مهاراتٍ كثيرة دون أن تبرع في إحداها. هناك مثلٌ يقول: ” كثير الكارات قليل البارات “، ومفاد تلك المقولة وجود شخص مؤهل لإستخدام مهارات كثيرة لكنه لا يُتقن أيًّا منها، وأنت لا تريد أن تكون مثل صاحبنا، فاعمل على تطوير وتحسين مهارة معينة قبل أن تنتقل لتعلم مهاراتٍ جديدة.
5. اشحذ مهاراتٍ مختلفة
تُتيح لك لعبة الطيور الغاضبة استخدام أنواعٍ مختلفة من الطيور بمهاراتٍ مختلفة، ما يدلّ أنّك بحاجةٍ إلى مهارات مختلفة بهدف النجاح وعبور المراحل المختلفة. ذكرنا حول قضية التخصص، لكن لا يعني ذلك أنّك ستلتزم بمهارة واحدة، ففي مجال العمل المستقل سيكون النجاح غريمك إن كان كلّ ما تملكه هو مهارات تصميمية، لا بد من إمتلاك مهارات تواصل ومهارات العلاقات بين الأشخاص ومهارات الإصغاء والعديد العديد، حتى أنّ بعض المهارات الحسابية والمهارات التجارية قد تكون ضرورية في بعض الأحيان. كل ما ورد ضروري في العمل المستقل لإنك تعمل بمفردك، فعليك التسلّح بكل هذه المهارات لتشق طريقك بنجاح في عالم التصميم المستقل.
- 6. اعرف منافسيك
الطيور مُدركة لنقائص الخنازير وستستغلها بأي شكلٍ من الأشكال، كما أنهم مدركون لنقاط ضعف الحواجز والموانع ويعرفون طريقة اختراقها. أتذكر فيلم ( فن الحرب)؟ اعرف عدوك كما تعرف نفسك، لكننا لا نُحرّضك لخوض حربٍ مع المصممين المستقلين الآخرين؛ زبدة الحديث أن تكون على إطلاع بما يُقدمه المصممين المستقلين والمصممين الآخرين بصورةٍ عامة. تفقُّد وضع المنافسة أمر طبيعي في هذا المجال من أجل تحسين نفسك أكثر، فعندما تعرف منافسيك ستُدرك أيّ النقاط التي تحتاج للعمل عليها والدرب الذي تسلكه ليَبرُز عُنقك بين البقية.
- 7. سدد ضرباتك تلو بعضها حتى يُكتب لك النجاح
ستلاحظ أنّ هذه الطيور عازمة تمامًا على قهر الخنازير. نستطيع استخلاص درس قيّم من هذه الطيور وهو؛ حاول ثم حاول حتى يُكتب لك النجاح، وتحلى بالصبر والعزيمة لبلوغ أهدافك. عليك أن تتحلى بالعزيمة مثل الطيور الغاضبة، فإن كان موقفك مماثل سيكون النجاح بمتناول يدك. لا تشعر بالإحباط أبدًا ولا تتوقف عندما تفشل في تحقيق شيءٍ ما، فالفشل بمثابة تحدٍ لتبذل جهدًا مضاعفًا في المرات القادمة، وإن بذلت جهدك حقًا لن تفشل بعد الآن، لكن إن انسحبت ستفشل. تذكر؛ المُنسحبون لا ينتصرون.
- 8. اُرسم الإستراتيجية المناسبة
اللعب في الطيور الغاضبة ليس مجرد اختيار طير وإطلاقه بالعشوائية التي تريدها أنت، بل عليك التفكير بإستراتيجية جيدة لهزم الخنازير وإسقاطهم. هناك أحيان تضطر فيها إصابة شيء معين كي ترتد الطيور لضرب البقعة المنشودة، وأحيانًا لن تكون بحاجة إلى ضرب الجدران أو الموانع مباشرة لتقوم بتحطيمها، أيضًا عليك استخدام الطير المناسب لتحطيم تلك الموانع، فمعرفتك بخصائص كل طير ستُمكنك من تفكيك البناء. يُمكننا قول نفس الشيء حول العمل المستقل، يحسن بك دائمًا رسم استراتيجية مناسبة في كل خطوة تُقدم عليها، فالتخطيط شيء والإستراتيجة شيءٌ آخر. عندما ترسم استراتيجية فإنك تُعاين جميع الجوانب وتأخذها بعين إعتبارك في الخطط التي تسعى لتنفيذها. ننصحك بإمتلاك إستراتيجية في الوصول إلى الزبائن وترقية نفسك كمصمم مستقل. استخدام الإستراتيجية المناسبة والمهارات المناسبة يُشبه تمامًا استخدام الطيور المناسبة للفوز.
- 9. تأقلم مع التغيّرات
لا بد وأنك لاحظت أنّ كل فئة من اللعبة لديها خلفيات وتجهيزات مختلفة، حتى أنّ هناك إصدارت مختلفة من لعبة الطيور الغاضبة لكن هذه الطيور ما زالت تسيرعلى نفس الطريق للنيل من الخنازير. إنها قادرة على التكيف والتأقلم مع أي مهارات تُضاف إليهم وفي أي بيئة يُوضعون فيها. وكلاعب عليك أيضًا أن تتأقلم مع التغيّرات لتظفر بالنجوم الثلاث وتنتقل إلى المرحلة التالية. التغيّر أمرٌ دائم كما يقولون، وبالنسبة لك كمصمم مستقل عليك أن تكون منفتحًا نحو التغيّرات المتنوعة بما في ذلك أوقات الرقود التي غالبًا ما تجتاح فجأة. عليك أيضًا أن تُحسن التعامل مع الزبائن بغض النظر عن طبائعهم، وأن تتقبل التقلبات والتغيّرات من حولك. إن استطعت تحقيق كل ذلك، لن تجد صعوبة في عالم العمل المستقل.
- 10. العب لتتعلم
لا يُوجد طريقة لتعلّم لعب الطيور الغاضبة سوى أن تلعبها ! فبينما تلعب ستتعرف على قواعد اللعبة والمهارات الخاصة لكل طير وستتعلم أيضًا كيف ترسم استراتيجيات مناسبة لتُطيح بالإنشاءات التي تحمي الخنازير. أما بالنسبة لك ستُمسك طرف خيط العمل المستقل إن انخرطت في ذلك العالم، لا تخشى من خوض غمار التجربة، لإنك إن خشيت لن تتعلم شيء. كلما صممت أكثر وولجت عالم العمل المستقل أكثر ستتعلم أشياء جديدة أكثر.
من كان يعتقد يومًا أنّ هذه اللعبة حتّى وبطيورها الظريفة التي تتمتع بمهارات خاصة يُمكنها أن تقدم لنا دروسًا في العمل المستقل؟! لقد قدّمت بالفعل بعض التذكيرات لما نحتاجه جميعًا في هذا المجال. ففي المرة المقبلة التي تلعب فيها الطيور الغاضبة، لا تستمتع بوقتك فحسب بل استحضر أيضًا هذا المقال والنصائح المسداة فيه.