احساس ربما يراودك كلما حدّقت في فنان يرسم لوحته أو يسطّر ابداعاته؛ يا للسهولة ! فالمواد والوسائل كلها أمامك من طلاء أو حبر وفرشاة وأقلام واليد التي تنساب بمهارة فوق القماش، فأين الحلقة الخفية؟ ما الذي يمنعك من تقليده؟ أغفلنا عامل الممارسة والخبرة عبر سنوات وسنوات، فالتجربة والإخفاقات والنجاحات والمهارة الفطرية أسباب لما أدهش ناظريك آنفًا وسيدهشهما لاحقًا. ولعل رسم لوحات التنانين اليابانية في موضوعنا هذا بجرّة فرشاة واحدة مثال جيد لما ذكرناه.
وفقًا للثقافة اليابانية فهذه اللوحات تدعى بـ Hitofude Ryuu والتي تعني بالعربية تنين بجرّة فرشاة واحدة، واللوحات هنا تم تنفيذها في استوديو ياباني اسمه kousyuuya. تعاقب على هذا الاستوديو أربعة أجيال من أسياد هذا الفن يرسمون هذه التنانين لعقود من الزمن.
تبدأ العملية برسم دقيق للرأس بكامل تفاصيله وزخارفه ثم يتناول الرسّام فرشاة كبيرة ويتلوى بها بجرّة واحدة كما لو كان يعزف قطعة موسيقية. قد يتشابه هذا اللون من الفنون مع فن الخط لما يحتويه من انسيابات ودقة.